كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



ذهب الأخفش والجرمي والمبرد (1) إلى أن منصوب دخل مفعول به على الحقيقة لا على الاتساع بنزع حرف الجر، أما تعديه بحرف الجر فأصل ثان، فهما أصلان بمنزلة نصحت له ونصحته يقول المبرد: "فإن قال: جلست الدار يا فتى، أو قمت المسجد، أو قمت البيت، لم يجز، لأن هذه مواضع مخصوصة، ليس في الفعل عليها دليل... فأما دخلت البيت، فإن البيت مفعول، تقول: البيت دخلته، فإن قلت، فقد أقول: دخلت فيه، قيل: هذا كقولك: نصحت له، ونصحته... ألا ترى أن دخلت إنما هو عمل فعلته وأوصلته إلى الدار، ولا يمتنع منه ما كان مثل الدار، تقول: دخلت المسجد، ودخلت البيت، قال الله عز وجل: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله} (2) فهو في التعدي كقولك: عمرت الدار، وهدمت الدار، وأصلحت الدار، لأنه فعل وصل منك إليها مثل: ضربت زيدا" (3).
وصوب هذا القول ابن يعيش في موضع من شرح المفصل (4)، وصوب غيره في موضع آخر (5). وقسم أبو حيان (6) هذا القول قسمين، فجعل النصب على المفعول به قولا، وتعدي الفعل تارة بنفسه وتارة بحرف الجر قولا آخر.
وخلاف الأخفش ومن وافقه لا يأتي في منصوب ذهب، قال ابن يعيش: "أما ذهبت فمتفق على كونه غير متعد بنفسه، وقد حذف منه حرف الجر" (7).
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: المقتضب: 4 /336- 339، وشرح كتاب سيبويه: 2 /294، والتعليقة: 1 /60، والمسائل البغداديات: 549، والنكت في تفسير كتاب سيبويه: 1 /168- 169، وشرح عيون الإعراب: 129، وأمالي ابن الشجري: 2 /138، وأسرار العربية: 169، وشرح جمل الزجاجي لابن خروف: 1 /377، وهمع الهوامع: 2 /113.
(2) الفتح: 27.
(3) المقتضب: 4 /336- 339.
(4) ينظر: 2 /44.
(5) ينظر: 7 /63.
(6) ينظر: ارتشاف الضرب: 2 /253.
(7) شرح المفصل: 2 /44.